قصة لقمان بن عاد والنسور السبعة النسر السابع لُبَد

  • قصص ساو




  • و بینما لقمان یبکی نفسه، إذ بصوب ینادیه یقول : یا لقمان بن عاد، لك فوق الصيف الأسود، حيث الشجر المتلبد، خلصة بيت الرشد، فرخ به وفاء الوعد، فصعد لقمان فوجد وکر نسر فيه بيضتان قد انشقتا و تفلقتا عن فرخیهما، فاختار أحد الفرخین . وعقل في رجله عقدة، وسماه لُبَد. وقال : أنت لُبَد، الباقی المخلد، إلى الآخر الأبد، عيشك معي رغد، ويزاح عنك النكد، ويوفق لك الرشد، وعمرك لا ينفد.
    وكان لا يغفل عنه أبدًا.
    وجاء رجل إلى لقمان من عاد الآخرة. فقال: يا عم، ما بقي لك من عمرك إلا هذا النسر.
    فقال لقمان: يا بني، هذا لُبَد ولُبَد في لغة العرب معناه الدهر.
    فلما دنا أجل لقمان وبلغ الميقات، أقبل ذلك النسر لُبَد حتى وقع على شجرة، فدعاه لقمان، فأراد أن يقوم فلم يستطع.
    فناداه مرعوبًا حتى قام تحته وهو يقول: انهض لبد، أنت الأبد، لا يقطع بي الأمد، نهضا شدد، نهض المجرد، الحارث بن ذي شدد.
    فلم يطق لُبَد أن ینهض ، وتفسخ ریشه و مات.
    فهال ذلك لقمان وجاء لینهضه ، فاضطربت عروق ظهره و خر میتا.
    وكان منظرهما هذا بمرأى رجل من العمالقة.
    يقال له: المثنى بن عمليق - والعمالقة سکان السراة والحجاز کلها.
    فقال و هو یبکی علی لقمان ویرثیه:
    فنیت و آفنی الله نسلك من نسر     هلکت واهلکت من عاد وما تدري

    فمن ذا ینجي  بعد  لقمان فکره       يخلصه  يا  قوم  من  تلف  الدهر
    وعاش كل نسر مئة عام .وقد عاش لقمان قبل النسور زمنا.

    شارك وكن شريكا لنا في الفائدة