لما كان لقمان يبكي على المغيّب النسر، سمع صوتاً يقول : يا لقمان بن عاد، لك فى الجبل الأيسر، بين منبت الشيث والعرعر، فوق الشاهق الأغر، فأخرجه منه واستبشر، فبطاعتك قد أمر، وإلى الموت يصير البشر. فطلع لقمان فوجد عشا فيه بیضتان قد تفلقتا عن فرخین، فاختار احد الفرخین و عقد فی رجله سیراً لیعرفه، وسماه ميسرة. ثم قال : أنت الميسر المحبب إليك اليسر، إنك النسر الباقي بقاء الدهر . وکان لقمان یطعمه ویربیه، ودعاه یوماً لیطعمه فوجده میتاً، فهاله موته وجزع جزعاً شديدًا.